نام کتاب : الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 118
وبين القرآن الكريم في قصصه أن بعض البنات قد تكون أعظم أثراً وأخلد ذكراً، من كثير من الأبناء الذكور، كما في قصة مريم ابنة عمران التي اصطفاها الله وطهرها واصطفاها على نساء العالمين، وقد كانت أمها عندما حملت بها تتمنى أن تكون ذكراً يخدم الهيكل، ويكون من الصالحين [1]، قال تعالى: "إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا" (آل عمران، آية: 35 ـ 37).
وجعل رسول الإسلام الجنة جزاء كل أب يحسن صحبة بناته، ويبر على تربيتهن وحسن تأديبهن، ورعاية حق الله فيهن، حتى يبلغن، أو يموت عنهن، وجعل منزلته بجواره ـ صلى الله عليه وسلم ـ في دار النعيم المقيم، قال صلى الله عليه وسلم: "من كان له ثلاث بنات، فصبر على لأوائهن وضرائهن وسرائهن، أدخله الله الجنة برحمته إياهن، فقال رجل واثنتان يا رسول الله؟ قال: واثنتان. قال رجل: يا رسول الله، وواحدة، قال: وواحدة [2].
لم تعد ولادة البنت عبئاً يُخاف منه، وطالع نحس يُتطير به، بل نعمة تُشكر ورحمة تُرجى وتُطلب، لما وراءها من فضل الله تعالى، وجزيل مثوبته، وبهذا أبطل الإسلام عادة الوأد إلى الأبد، وأصبح للبنت في قلب أبيها مكان عميق [3]. [1] ملامح المجتمع المسلم صـ332 ـ 333. [2] رواه الحاكم وصحح اسناده ووافقه الذهبي (4/ 176). [3] ملامح المجتمع المسلم (334.
نام کتاب : الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 118