نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 65
ثانياً: أدلة هذا النوع من التوحيد: لا تخلو سورة من سور القرآن الكريم من ذكر اسم من أسماء الله تعالى أو صفة من صفاته ومن ذلك سورة الإخلاص فهي بكاملها عن أسماء الله وصفاته قال تعالى: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ " (الإخلاص). ففي هذه السورة وصف الله سبحانه وتعالى نفسه بأنه أحد صمد، فهذان الوصفان يدلان اتصاف الله بغاية الكمال المطلق [1]، ومعنى الصمد: إنه المستغني عن كل أحد والمحتاج إليه كل أحد. وهذا المعنى يدل على الإثبات والتنزيه فالإثبات بوصفه سبحانه بأنه هو الذي يصمد إليه أي يرجع إليه في كل أمر وذلك لأنه هو المتصف بجميع صفات الكمال، فهو القادر على كل شيء والفعّال لما يريد والذي بيده الخلق والأمر والجزاء وما من قوة لغيره تعالى إلا بهيمنة منه إذا شاء أبقاها ومتى شاء سلبها فالمرجع والمراد إليه سبحانه [2]. وأما التنزيه: فبوصفه تعالى بأنه غني عن كل شيء فلا افتقار فيه بوجه من الوجوه، لا في وجوده، فإنه الأول الذي ليس قبله شيء وهو الذي لم يلد ولم يولد ولا في بقائه فإنه الذي يُطعِم ولا يُطعَم ولا في أفعاله فلا شريك له ولا ظهير [3]، كما أن وصفه سبحانه بأنه أحد صمد يدل على اتصافه بالكمال المطلق فكذلك يدلان على معنى آخر وهو نفي الولادة والتوليد عن الله سبحانه قال تعالى: " قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ " (الأنعام، آية: 14). [1] علو الله على خلقه بتصرف صـ 28. [2] المصدر نفسه صـ 28، 29. [3] علو الله في خلقه صـ 28، 29.
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 65