نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 241
وكذلك من عمل أعمالاً صالحة وكانت عليه مظالم فهو يظن أن أعماله تنجيه فيبدو له ما لم يكن يحتسب فيقتسم الغرماء أعماله كلها ثم يفضل لهم فضل فيطرح من سيئاتهم عليه ثم يطرح في النار [1].
وقد يناقش الحساب فيُطلب منه شكر النعم فتقوم أصغر النعم فتستوعب أعماله كلها وتبقى بقية النعم فيُطالب بشكرها فيعذَّب، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: " من نوقش الحساب عُذِّب أو هلك " [2].
وقد يكون له سيئات تحبط بعض أعماله أو أعمال جوارحه سوى التوحيد، فيدخل النار وقد يحبط العمل بآفة من رياء خفي أو عُجُب به ونحو ذلك ولا يشعر به صاحبه [3]. قال ضيغم العابد، إن لم تأت الآخرة المؤمن بالسرور لقد اجتمع عليه الأمران،، هم الدنيا وشقاء الآخرة، فقيل له: كيف لا تأتيه الآخرة بالسرور وهو يتعب في دار الدنيا ويدأب؟ فقال: كيف بالقبول، كيف بالسلامة؟ ثم قال: كم من رجل يرى أنه قد أصلح عمله يُجمع ذلك كله يوم القيامة ثم يضرب به وجهه ومن هنا كان بعض الصالحين يقلقون من هذه الآية " إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ " (المائدة، آية: 27).
ولذلك فالمسلم لا يثق بكثرة العمل، لأنه لا يدري يقبل منه أم لا، ولا يأمن ذنوبه فإنه لا يدري هل كفَّرت عنه أم لا؟ لأن الأعمال مُعَيَّبة عن العبيد لا يدرون ما الله صانع بهم [4].
ومن تأمل هذا حق التأمل أوجب له الخوف والخشية والقلق، فإن ابن آدم متعرض لأهوال عظيمة من الموت والقبر وأهوال البرزخ وأهوال الموقف، كالصراط والميزان وأعظم من ذلك الوقوف بين يدي الله عز وجل ودخول النار، ويخشى على نفسه الخلود فيها بأن يُسلب إيمانه عند الموت، ولم يأمن المؤمن شيئاً من هذه الأمور، قال تعالى: " فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ " (الأعراف، آية: 99). [1] المصدر نفسه صـ94. [2] البخاري، ك الرقائق (7/ 197). [3] المحجة في سير الدلجة صـ96. [4] المحبة في سير الدلجة صـ98.
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 241