نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 240
وقال الفضيل في هذه الآية: " وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ " قال: عملوا أعمالاً وحسبوا أنها حسنات فإذا هي سيئات [1].
وقريب من هذا أن يعمل الإنسان ذنباً يحتقره، ويستهوِن به فيكون هو سبب هلاكه، كما قال تعالى: " وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ " (النور، آية: 15).
وقال بعض الصحابة، إنكم تعملون أعمالاً هي في أعينكم أدق من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المبوقات [2].
وأصعب من هذا من زين له سوء عمله فرآه حسناً قال تعالى: " ُقلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا " (الكهف، آية: 104 ـ 105).
قال سفيان بن عيينة لما حضرت محمد بن المنكدر الوفاة جزع فَدَعوا له أبا حازم فجاء فقال له ابن المنكدر: إن الله يقول: " وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ "، وأخاف أن يبدوا لي من الله ما لم أكن احتسب، فجعلا يبكيان جميعاً، فقال له أهله: دعوناك لتخفِّف عليه فزدته فأخبرهم بما قال [3]، وقال الفضيل بن عياض أُخبرت عن سليمان التيمي أنه قيل له: أنت أنت ومن مثلك؟ فقال: مه، لا تقولوا هذا، لا أدري ما يبدو لي من الله، سمعت الله يقول: " وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ " [4]. وكان سفيان الثوري يقول عند هذه الآية، ويلٌ لأهل الرياء من هذه الآية، وهذا كما في حديث الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار، العالم، والمتصدِّق، والمجاهد [5]. [1] المحجة في سير الدُّلجة لابن رجب الحنبلي صـ90. [2] البخاري، ك الرقائق (7/ 187). [3] صفوة الصفوة (2/ 167) ابن الجوزي. [4] المحجة في سيرة الدلجة لابن رجب صـ92. [5] المصدر نفسه صـ93.
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 240