نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 138
ت ـ والله تعالى وعد المؤمنين من هذه الأمة بما وعد به المؤمنين من قبلهم، قال تعالى: " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " (النور، آية: 55).
فإذا حقق الناس الإيمان، وتحاكموا إلى شريعة الرحمن فستأتيهم ثمرة ذلك، وأثره الباقي " وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ " (النور، آية: 55)، فهي مقدمات ونتائج أعمال وآثار، فتحقيق التحاكم إلى الله، يتحقق به الاستخلاف وتحقيق الحكم به، يوصل إلى التمكين [1].
إن وقائع التاريخ الإسلامي، تصدق هذا الوعد الإلهي للأمة بالنصر والتمكين إذا أقامت شرعه، فليست هناك من جولات المسلمين انتصروا فيها على أعدائهم، وتقدّموا في شؤون دنياهم إلا وكان واقعهم شاهداً على تمكين القرآن الكريم منهم اعتقاداً وعملاً [2]. 2ـ الأمن والاستقرار: ضمن الله عز وجل لأهل الإيمان والعمل بشرعه وحكمه، أن يُحقق لهم الأمن الذي ينشدون إذا استقاموا على التوحيد ونبذوا الشرك بأنواعه، قال تعالى: " الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ " (الأنعام، آية: 82). [1] الحكم والتحاكم في خطاب الوحي د. عبد العزيز مصطفى (1/ 673). [2] هجر القرآن الكريم انواعه واحكامه د. محمود الدوسري صـ 627.
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 138