نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 139
ولا يتصور تحقيق أمة للإخلاص في العبودية، والخلوص من الشرك، وبالتالي الشعور بالأمن والاستقرار إلا بإقامة شرع الله كاملاً غير منقوص، وإلا فإن الأمم المنحرفة عن شرع الله يُحيط بها الخوف والقلق من جميع جوانبها لأن الأمن والأمان قد سُلب، قال تعالى: " أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ * أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ " (الأعراف، آية: 97، 100).
في حين أن الله امتنَّ على المؤمنين بالأمن في مظنَّة الخوف لمَّا انقادوا لحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: " هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا " (الفتح، آية: 4)، والسكينة هي الطمأنينة، والذين أنزل عليهم السكينة هم الصحابة رضي الله عنهم يوم الحديبية الذين استجابوا لله ولرسوله، وانقادوا لحكم الله ورسوله [1]، وإذا امتثل الناس شرع الله، وطبقوا أحكامه، ضمنوا الأمن التام في أموالهم وأعراضهم ودمائهم، فما من حد من الحدود، ولا شرعة من الشرائع إلا وتحفظ بسببها ضرورة من الضرورات الخمس، الدين، والنفس، والعقل، والعرض والمال [2]. [1] هجر القرآن العظيم صـ628. [2] هجر القرآن الكريم صـ628.
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 139