نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 64
وقال العلامة الشنقيطي عن هذه الآية: والتحقيق أن هذا قول الكفار عند البعث، والآية تدل دلالة لا لبس فيها على أنهم ينامون نومة قبل البعث، كما قال غير واحد، وعند بعثهم أحياء من تلك النومة التي هي نومة موت، يقول لهم الذين أوتوا العلم والإيمان: هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون، أي هذا البعث بعد الموت [1].
وقال صلى الله عليه وسلم: ما بين النفختين أربعون قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يوماً؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون شهراً؟ قال: أبيت ويبلى كل شيءمن الإنسان إلا عجب ذنبه، فيه يركب الخلق [2].
وفي هذا الحديث دلالة على أنهم يموتون بين النفختين مقدار أربعون، ولم تُحدد تلك الأربعون، وإن ذهب بعض اهل التفسير إلى أنها أربعون سنة [3].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأصعق معهم، فأكون أول من يُفيق، فإذا موسى باطش جانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله [4].
إن الآيات والأحاديث الدّالة على استمرار العذاب، من باب العموم، وقد خصصت بآية (يس) وبالأحاديث السابقة الذكر في هذا القول [5].
ثالثاً: أسباب عذاب القبر:
ما الأسباب التي تعذب به أصحاب القبور؟ فجوابها من وجهين، مجمل ومفصل:
أما المجمل: فإنهم يُعذبون على جهلهم بالله وإضاعتهم لأمره وارتكابهم لمعاصيه، فلا يعذب الله روحاً عرفته وأحبته وامتثلت أمره، واجتنبت نهيه، ولا بدناً كانت فيه أبداً فإن عذاب القبر وعذاب الآخرة أثر غضب الله وسخطه على عبده، فمن أغضب وأسخطه في هذه الدار ثم لم يتب ومات على ذلك كان له من عذاب البرزخ بقدر غضب الله وسخطه عليه، فمستقل ومستكثر ومصدق ومكذب. [1] أضواء البيان (6/ 489، 490). [2] مسلم، ك الفتن رقم 2955. [3] دراسات عقدية صـ353. [4] دراسات عقدية في الحياة البرزحية صـ353. [5] المصدر نفسه صـ354.
نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 64