نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 63
9ـ هل عذاب القبر دائم أم منقطع؟ يختلف عذاب العصاة من المؤمنين، فمنهم من يعفو الله عنهم فلا يعذبهم في قبورهم، ومنهم من تكون معاصيه صغيرة، فيعذبون بقدرها، ثم يرفع عنهم العذاب وقد ينقطع أو يرتفع بدعاء أو صدقة، أو استغفار، أو ثواب حج [1]، أو غيرها من أعمال الخير، ومنهم من تكون معاصيه كبيرة فيستمر به العذاب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء، خسف به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة [2].
وأما الكافر والمنافق يستمر عذابه إلى يوم القيامة ولا يتوقف، والدليل على ذلك قول الله تعالى:" النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ" (غافر، آية: 46)، وفي حديث البراء بن عازب في قصة الكافر: ثم يفتح له باب إلى النار فينظر إلى مقعده فيها حتى تقوم الساعة [3].
وأما قول الله تعالى:" يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا" (يس، آية: 52). قال العلماء: إن الكفار إذا عاينوا جهنم وأنواع عذابها صار عذاب القبر في جنبها كالنّوم [4].
قال الإمام الطبري في قوله تعالى:" قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا": قال هؤلاء المشركون لما نُفخ في الصور نفخة البعث لموقف القيامة فردّت أرواحهم إلى أجسامهم، وذلك بعد نومة ناموها:" قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا"، وقد قيل: إن ذلك نومة بين النفختين [5]. [1] المصدر نفسه صـ249. [2] البخاري رقم 3485. [3] مجمع الزوائد (2/ 328)، رجاله ثقاة. [4] دراسات عقدية في الحياة البرزخية صـ350. [5] تفسير الطبري (10/ 450 ـ 451).
نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 63