نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 266
ــ أما النص فما رواه البخاري بسنده عن سلمه بن الأكوع، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بجنازة ليصلي عليها، فقال: هل عليه دين؟ قالوا: لا "فصلى عليه" ثم أتى بجنازة أخرى فقال: هل عليه من دين؟ قالوا: نعم، قال: صلوا على صاحبكم". قال أبو قتادة: عليّ دينه يا رسول الله فصلى عليه [1].
وأجمع المسلمون على أن قضاء الدين يسقطه من ذمة الميت، ولو كان من أجنبي، أو من غير تركته، .. وأجمعوا على أن الحي إذا كان له في ذمة الميت حق من الحقوق فأحله منه أنه ينفعه ويبرأ منه، كما يسقط من ذمة الحي [2]، ومن كل ما سبق يتبين أن النصوص الشرعية دلت على جواز إهداء القربات في الجملة [3]، وأن الميت يمكن أن ينتفع بكل ما يهدى إليه من قربات عدا القربات التي يتعين أن يفعلها العبد بنفسه، كالإيمان والتوبة [4].
سادساً: الشفاعة في أهل الكبائر:
الشفاعة المقبولة يمكن أن تمنع إنفاذ وعيد المعين من أهل الكبائر ظناً لا قطعاً والشفاعة المقبولة هي التي انتظمت فيها شروط القبول، وهي ثلاثة:
ــ إذن الله في الشفاعة ودليله قوله تعالى:" مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ" (البقرة، آية: 255).
ــ رضاه عن الشافع ودليله قوله تعالى:" يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا" (طه، آية: 109). أي إلا شفاعة من أذن له الرحمن [5].
ــ رضاه عن المشفوع له، ودليله قوله تعالى:" وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى" (الأنبياء، آية: 28). وأهل رضا الله هم أهل التوحيد، ولو كانوا أهل كبائر [6]. [1] البخاري، ك الكفالة (803/ 2). [2] كتاب الروح لابن القيم ص165. [3] موانع انفاذ الوعيد ص117. [4] المصدر نفسه ص129. [5] فتح القدير للشوكاني (387/ 3). [6] فتح القدير للشوكاني (3/ 406).
نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 266