responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 262
والشفاعة للميت ـ أي الدعاء للميت بالمغفرة والرحمة ـ هي المقصود من هذه الصلاة أصالة، ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الجنازة بإخلاص الدعاء للميت، فقد قال:" إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء" [1]، ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للميت في صلاة الجنازة، قوله صلى الله عليه وسلم:" اللهم أغفر له وأرحمه وعافه وأعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله، وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار" [2].
وقال صلى الله عليه وسلم:" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال: أخرت شفاعتي لأهل الكبائر" [3].
فالأستغفار للمؤمنين وما في معناه إنما ينفع إنفاذ الوعيد ظناً لا قطعاً لأنه دعاء، والدعاء قد لا يستجاب، إما لتخلف شرط وإما لوجود مانع، وإما لحكمة إلهية لا نعلمها، ولكن جانب الإجابة أرجح لقوة دلالة النصوص، والعمل بالراجح مطلوب شرعاً، فينبغي الحرص على الدعاء للمؤمنين بالمغفرة والرحمة، والاجتهاد في ذلك، فقد يعتق الله بدعائه كثيراً من أهل البلاء والمحنة في البرزخ أو في الآخرة، قال تعالى:" مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا" (النساء، آية: 85).
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعاً: اشفعوا تؤجروا [4].
والشفاعة الحسنة تشمل الشفاعة للناس في قضاء حوائجهم، والدعاء لهم بخير الدنيا والآخرة وغير ذلك، فمن شفع لينفع كان له نصيب من الأجر، ومن دعا لأخيه بظهر الغيب أمّن الملك على دعائه، وقال: ولك بمثل [5].

[1] مسلم، ك الجنائز (2/ 662ـ663).
[2] مسلم، ك الجنائز (2/ 662ـ663).
[3] مجمع الزوائد للهيثمي (211/ 10). رواه البزار اسناده جيد.
[4] البخاري، ك الزكاة رقم 1432.
[5] تفسير القرطبي (5/ 295).
نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست