responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح كتاب التوحيد نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 18
ولم يأت بالحمدلة مع كونه الأثر جاء كذلك «كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه بالحمد لله فهو أبتر» أو «أقطع» يعني ناقص البركة، فهو إن تَمَّ حِسًّا إلا أنه من جهة المعنى ناقص، ولم يأت بالحمدلة إذ جاء الأثر فيها أيضًا كما رواه ابن ماجة والبيهقي عن أبي هريرة مرفوعًا «كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع» وفي رواية لأحمد «لا يفتح بذكر الله فهو أبتر» أو «أقطع». وهذه كلها فيها ضعف لا تخلو من ضعفٍ. لأن المراد الافتتاح بما يدل على المقصود من حَمِدِ الله والثناء عليه لأن الحمد متعين، لأن القدر الذي يجمع ذلك هو ذكر الله وقد حصل بالبسملة لأنه قال: ... (بسم الله الرحمن الرحيم). فيُكتفي حينئذٍ بذلك عن ذكر الحمدلة، ويحتمل أن المصنف رحمه الله قد نطق بالحمدلة والشهادة والصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن المراد أن يجروا هذا الكتاب على سنن سائر التصنيفات، ومعلومٌ أن كثيرًا من أهل التصنيف والتأليف إنما لهم جادة يسيرون عليها، يذكرون البسملة والحمدلة، و .. إلى آخره، ثم أما بعد، فيذكر موضوعه، ويذكر طريقته في الكتاب. ما ذكر خطبة هنا، ولا ذكر حمدلة، ولا الصلاة، ولا شيء، لِمَ؟ لِمَا ذكرناه، إما أنه اكتفى بالبسملة وهي أنفع أبلغ الذكر، وإما لكونه نطق بذلك بلسانه يعني قال: بسم الله الرحمن الرحيم اختصارًا ما كتب قال: الحمد لله .. إلى آخره. قد يقال هذا، ويحتمل أن المصنف نطق بذلك في نفسه لأنه ليس في الحديث ما يدل على أنه تتعين كتابتها مع النطق بها لأنه عام. قال: «كل أمر ذي بال لا يُبدأ» البداءة هنا عامة تشمل ماذا؟ البداءة الخطية بأن يكتب والقولية، إذًا يحتمل أنه لم يكتب وأخذ بالشأن وهو النطق، ولم يفتتح المصنف كتابه بخطبة تُبْنِئ عن مقصوده كعادة المؤلفين، تكون هذه الخطبة مفتتحة بالحمد والشهادة والصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولعله كما ذكرنا حمِد وتشهد نطقًا عند وضع الكتاب، واقتصر على البسملة لأنها من أبلغ الثناء وللخبر السابق يعني الذي ذكرناه إن صح، وكثير من المؤلفين يذكرون البسملة والحمدلة اعتمادًا على إما أنها سُنّة، وهو يقال بأنها اقتداء بالكتاب العزيز، وهذا واضح دليل واضح يعني لا بأس به في التأسي، لكن هم يعتمدون على الحديثين المذكوريْن ويجعلونهما من فضائل الأعمال، هي ليست في أصلٍ ليست في تحليل ولا تحريم، والعمل بالحديث لضعيف مستساغ عند كثيرٍ من المتأخرين في فضائل الأعمال.

نام کتاب : شرح كتاب التوحيد نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست