وتيسيرا لهم ودفعا للحرج عنهم من ذلك قوله تعالى في تحديد الصوم اليومي بدءا ونهاية {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [1] وبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بعمله وقوله، فقد ثبت عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أنه قال: «كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان فلما غابت الشمس قال: "يا فلان انزل فاجدح لنا". قال: يا رسول الله إن عليك نهارا قال: "انزل فاجدح لنا" قال فنزل فجدح فأتاه به فشرب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال بيده: "إذا غابت الشمس من ها هنا وجاء الليل من ها هنا فقد أفطر الصائم [2] » . وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم [3] » .
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم «لا يمنعن أحدكم أو أحدا منكم أذان بلال من سحوره، فإنه يؤذن (أو ينادي) بليل ليرجع قائمكم ولينبه نائمكم وليس أن يقول الفجر أو الصبح" وقال بأصابعه ورفعها إلى فوق [1] سورة البقرة الآية 187 [2] البخاري 2 / 241، (ط: استانبول) . [3] البخاري 2 / 240، (ط: استانبول) .