ثانيا: بين النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة الاجتماع لتلاوة كتاب الله ودراسته وتدبره وتفهم معانيه، فقال صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده [1] » رواه مسلم، وبين بعمله مراده بذلك؛ فكان أحيانا يقرأ ويسمعه من حضر من أصحابه رضي الله عنهم ليعلمهم كيفية التلاوة والترتيل، وكان أحيانا يأمر بعض أصحابه أن يقرأ حبا منه لسماعه من غيره، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «اقرأ علي، قال: أأقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: فإني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأ عليه عبد الله سورة النساء حتى بلغ: فقال: أمسك، فإذا عيناه تذرفان [3] » رواه البخاري. وكان يتخولهم بالموعظة خشية السآمة عليهم، ويجلس لهم في المسجد أو غيره لإرشادهم وتعليمهم أمور دينهم، ويلقي عليهم الأسئلة أحيانا؛ تنبيها لهم ولفتا لنظرهم حتى إذا أحضر [1] مسلم برقم (2699) .
(2) البخاري [فتح الباري] برقم (5049، 5050) ، ومسلم برقم (800) ، وأبو داود برقم (3668) ، ووالترمذي برقم (3027) . [3] سورة النساء الآية 41 (2) {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}