فإنه لم يعرف عنه أنه ذكر الله بالاسم المفرد مثل: حي أو قيوم أو حق أو الله، ولا أمر بالذكر به أو باتخاذه وردا يردد كل يوم وليلة، ولم يعرف عنه أيضا أنه حذر من موالاة المؤمنين بعضهم بعضا، بل أمر بموالاتهم وحب بعضهم بعضا، كما مدحهم الله تعالى بذلك فقال: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [1] وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه [2] » رواه البخاري ومسلم. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا [3] » رواه البخاري ومسلم. [1] سورة التوبة الآية 71 [2] البخاري [فتح الباري] رقم (17) ، ومسلم برقم (72) ، والترمذي برقم (2517) ، وابن منده في [كتاب الإيمان] برقم (295) . [3] أحمد (2 / 245، 287، 312، 342، 465، 470، 482، 492، 504، 517، 539) ، والبخاري [فتح الباري] برقم (5143، 6064، 6724) ، ومسلم برقم (2563) ، والترمذي برقم (1989) .