ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة [1] » ووجه الدلالة من ذلك: وجود المفاضلة في التقرب إلى الله بين الإبل والبقر والغنم، ولا شك أن الأضحية من أعظم القرب إلى الله تعالى، ولأن البدنة أكثر ثمنا ولحما ونفعا، وبهذا قال الأئمة الثلاثة أبو حنيفة، والشافعي، وأحمد.
وقال مالك: الأفضل الجذع من الضأن، ثم البقرة، ثم البدنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين، وهو صلى الله عليه وسلم لا يفعل إلا الأفضل.
والجواب عن ذلك: أن يقال: إنه صلى الله عليه وسلم قد يختار غير الأولى رفقا بالأمة؛ لأنهم يتأسون به، ولا يحب صلى الله عليه وسلم أن يشق عليهم، وقد بين فضل البدنة على البقر والغنم كما سبق. والله أعلم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن منيع ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز [1] أخرجه مالك في الموطأ 1 / 101، وأحمد 2 / 460، والبخاري 2 / 3 برقم (881) كتاب الجمعة، باب فضل الجمعة، ومسلم 2 / 581 برقم (850) ، كتاب الجمعة، باب الطيب والسواك يوم الجمعة، وأبو داود 1 / 96 برقم (351) ، كتاب الطهارة، باب في الغسل يوم الجمعة، والترمذي 2 / 372 برقم (499) ، كتاب الصلاة، باب ما جاء في التبكير إلى الجمعة، والنسائي 3 / 99 كتاب الجمعة، باب وقت الجمعة، وابن حبان 7 / 13 برقم (2775) ، والبغوي في شرح السنة 4 / 234 (1063) .