كشفتها لكم بتدقيق وبضبط كلي، احترموا الحقيقة، كأنها على الإطلاق مشابهة لي.
الواضح: أن تعاليم بوذا الواردة في هذه المقاطع تؤكد على ضرورةِ احترامِ الشريعة وطاعتها، والتعامل معها كجوهرة ثمينة، ولأنها كالنور الذي يرشد في الظلمات، كما أن بوذا يوازن بين الشريعة وبين نفسه ويجعلها شبيهة به، وبذلك يكون لها من القداسة ما له، إن الشريعة في نظر البوذي هي الحقيقة الخالدة، إنها البوذا بنفسه وهي حاضرة في كل مكان، ولا تتغير وهي جدًّا رائعة، وسنعرض فيما بعد لأهم ما جاء في الشريعة البوذية في شتى مسائل الوجود، والآلهة، والأخلاق، والتنظيم الاجتماعي الفقهي القانوني -إن شاء الله تعالى.
يعرف بوذا في إحدى خطبه بعقيدته، وبالصفات الثمانية التي ميزتها عن غيرها من العقائد التي عرفت من قبل، يقول: تشبه عقيدتي المحيط؛ لأنها تملك الصفات الثمانية التي يملكها المحيط.
1 - كلاهما المحيط والعقيدة يصبحان تدريجيًا أكثر فأكثر عمقًا.
2 - هما يحتفظان بجورهما عند كل التغيرات.
3 - هما يلفظان الجثث على رمل الشاطئ.
4 - كما أن الأنهار الكبيرة عندما تصب في المحيط تفقد أسماءها، وتصير جزءً من هذا المحيط كذلك البشر من كل الطوائف عندما ينتمون إلى الكنيسة ينكرون أصلهم ويصيرون إخوة وأولادًا "للساياكيموني".
5 - المحيط هو الهدف الذي تجري بسرعة إليه كل الأنهار، وأمطر الغيوم، ومع هذا فهو لا يفيض، ولا يجف أبدًا، كذلك تضم الشريعة الملايين من البشر، ومع هذا فهي لا تزيد ولا تنقص.