بين قبول الباطل وبين الإلحاد في آيات الله تعالى وتحريف الكلم عن مواضعه.
الوجه الثالث: أن الله تعالى نص على جريان الشمس في مواضع من كتابه، ونص أيضا على أنها تسبح في الفلك، ونص أيضا على أنه يأتي بها من المشرق، ونص أيضا على طلوعها وتزاورها ودلوكها وغروبها. وقال تعالى {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} والدأب إدامة السير كما نص على ذلك أئمة اللغة وقرر معناه أهل التفسير، وفي هذه الآيات أوضح دليل على أن الشمس تجري وتدور على الأرض لقيام معايش العباد ومصالحهم.
وقد نص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جريان الشمس وطلوعها وارتفاعها وزوالها ودنوها من الغروب وغروبها، وأخبر أنها تذهب بعد الغروب حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة، ثم يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، وكل ذلك يدل على دوران الشمس على الأرض على الدوام ورد ما هذى به المتخرصون من كون النظام الشمسي ينهب الفضاء نهبا بسرعة متجها نحو برج هركيوليس.
الوجه الرابع: أن كلام الصواف ينقض بعضه بعضا، فقد ذكر في هذا الموضع أن النظام الشمسي ينهب الفضاء نهبا بسرعة متجهة نحو برج هركيوليس، وذكر في صفحة 43 أن الشمس والكواكب السيارة وأقمارها تجري في الفضاء تحو برج النسر بسرعة غير معهودة لنا على الأرض، وقال في صفحة 61 أن الشمس ثابتة ومتحركة في آن واحد ثابتة على محورها، ومتحركة حول هذا المحور، أي دائرة حول نفسها ومثلها مثل المروحة السقفية الكهربائية، وهذا تناقض عجيب، وهكذا الباطل لا تجده إلا مختلفا ينقض