وأي حاجة بالشباب إلى القول على الله وعلى كتابه وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى المسلمين بغير علم وقد تقدمت الإشارة إلى مواضع ذلك في رسالة الصواف قريبا عند الكلام على ما نقله الصواف عن المحاسني, فليراجع.
وأي حاجة بالشباب إلى العبارات البشعة المنكرة جدا؛ كقول الصواف في صفحة 39: وقد تمكن بعض العلماء من معرفة أشياء مهمة عن الأرض ومكوناتها. وقوله أيضا في صفحة 41: وبتقدم العلم أمكن إلى حد ما معرفة العناصر المكونة للشمس فوجدانها تتكون من نفس العناصر التي تتكون منها الأرض.
فأضاف تكوين الأرض والشمس إلى العناصر وهذا مذهب الطبيعيين الذين يزعمون أن الإيجاد والتكوين ناشئ عن الطبيعة, وذلك شرك بالله تعالى؛ لأن الله تعالى هو الذي خلق العناصر, وخلق ما تكون منها, فلا يضاف التكوين إلى غيره.
ومن ذلك قوله في صفحة 57: هذه الشمس التي ليست مصدر نورنا ونارنا فقط بل هي محور نظامنا السياري ومصدر حياتنا أيضا.
فجعل مصدر حياة البشر من الشمس, وذلك شرك بالله تعالى؛ لأن الحياة مصدرها من الله وحده؛ فهو الذي أوجد الخلق من العدم وهيأ الأسباب لحياتهم في الدنيا وفي الآخرة.
ومن ذلك قوله أيضا في صفحة 57: إن الشمس لم تزل تجدد وزنها وحجمها؛ فجعل للشمس تصرفا في نفسها بتجديد الوزن والحجم وذلك شرك بالله تعالى.