فجوابه أن يقال: هذا أيضا من التخرص واتباع الظن الكاذب, وقد ذكر نحو هذا الهذيان في صفحة 38 حيث قال: والنظام الشمسي كله بما فيه الأرض ينهب الفضاء نهبا بسرعة لا تقل عن 20 ألف ميل في الساعة متجهة نحو برج هركيوليس, وقال أيضا في صفحة 38: وقد دلت الدراسة التي استمرت 20 عاما للضوء المنبعث من الكواكب البعيدة عن أن هذه الكواكب لا تزال ممعنة في الابتعاد في الفضاء, وأن سرعتها تزداد كلما زاد ابتعادها ... إلى آخر كلامه.
وقال أيضا في صفحة 43: وليس هناك أبلغ ولا أدق مما يقوله حجة علم الفلك العالم (سيمون) من أعظم الحقائق التي اكتشفها العقل البشري في كافة العصور هي حقيقة أن الشمس والكواكب السيارة وأقمارها تجري في الفضاء نحو برج النسر بسرعة غير معهودة لنا على الأرض ... إلى آخر كلامه, وقد تقدم الكلام على هذه المواضع مستوفى في أول الكتاب, فليراجع؛ ففيه الرد لما زعمه الصواف ههنا.
فصل
وذكر الصواف في صفحة 104 أن حركة الأرض حول الشمس منظمة تماما؛ قال: وكذلك دوران الأرض حول محورها يبلغ من الانتظام والدقة بحيث لا يلحقه خلل ولا تقديم أو تأخير ثانية واحدة في موعدها ولو بعد قرون.
والجواب عن هذا من وجهين: أحدهما: أن يقال: ليس للأرض حركة حول الشمس ولا دوران حول محورها كما زعمه الصواف تقليدا لفلاسفة الإفرنج وأتباعهم من العصريين. وإنما هي ساكنة ومرساة بالجبال كما دلت على ذلك