قلت: وقد رواه سعيد بن منصور في سننه والبخاري في (الأدب المفرد) مختصرا وإسناده صحيح على شرط الشيخين, ولفظ البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما (القوس أمان لأهل الأرض من الغرق والمجرة باب السماء الذي تنشق منه) ورواه البخاري أيضا من حديث يوسف بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (أبواب السماء وأما قوس قزح فأمان من الغرق بعد قوم نوح) في إسناده علي بن زيد, وهو حسن الحديث وفيه كلام, وبقية رجاله ثقات.
وروى البخاري أيضا في (الأدب المفرد) وابن أبي حاتم أن ابن الكواء سأل عليا رضي الله عنه عن المجرة فقال: (هي شرج السماء ومنها فتحت السماء بماء منهمر).
وأما زعمه أن هذه المجرة جزء لمجرة كبيرة تتضمن سبع عشرة مجرة وتمتد أبعاد هذه المجموعة في مساحة مليوني عام من الضوء.
فجوابه أن يقال: هذا من جنس ما قبله من التخرص واتباع الظن الكاذب. وليس يرى في السماء سوى مجرة واحدة, وما لم يشاهد بالأبصار, فهو من المغيبات التي لا تعلم إلا من طريق الوحي ولا وحي على شيء مما زعموه البتة, وقد قال الله تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}.
ومن ادعى علم المغيبات, فهو طاغوت ومن صدقه فهو ممن آمن بالطاغوت, وأما زعمه أن الكون يتوسع ويتضخم
فجوابه أن يقال: هذا أيضا من التخرص واتباع الظن الكاذب.
وأما زعمه أن الشمس تجري بسرعة هائلة نحو الجانب الخارجي ... إلى قوله: وهكذا نجد النجوم كلها متجهة نحو الأمام.