عصمة قال: كنت عند عائشة رضي الله عنها فأتاها رسول معاوية بهدية, فقال: أرسل بها إليكِ أمير المؤمنين، فقالت: أنتم المؤمنون إن شاء الله وهو أميركم وقد قبلت هديته.
قال أبو بكر الآجري في كتاب الشريعة: من صفة أهل الحق الاستثناء في الإيمان؛ لا على جهة الشك نعوذ بالله من الشك في الإيمان؛ ولكن خوف التزكية لأنفسهم من الاستكمال للإيمان لا يدري أهو ممن يستحق حقيقة الإيمان أم لا؟ وذلك أن أهل العلم من أهل الحق إذا سئلوا أمؤمن أنت؟! قال آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار وأشباه هذا، والناطق بهذا والمصدق به بقلبه مؤمن وإنما الاستثناء في الإيمان لا يدري أهو ممن يستوجب ما نعت الله عز وجل به المؤمنين من حقيقة الإيمان أم لا؟ هذا طريق الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان، عندهم أن الاستثناء في الأعمال لا يكون في القول والتصديق بالقلب، وإنما الاستثناء في الأعمال الموجبة لحقيقة الإيمان، والناس عندهم على الظاهر مؤمنون، به يتوارثون وبه يتناكحون وبه تجري أحكام ملة الإسلام ولكن الاستثناء منهم على حسب ما بينا وبينه العلماء من قبلنا قال الله عز وجل: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ} وقد علم الله عز وجل أنهم داخلون، وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون» وقال صلى الله عليه وسلم: «إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله».
قال محمد بن الحسين: وهذا مذهب كثير من العلماء وهو مذهب أحمد بن حنبل؛ واحتج أحمد بما ذكرنا واحتج بمسألة الملكين في القبر للمؤمن ومجاوبتهما له فيقولان له: «على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث يوم القيامة إن شاء الله تعالى،