نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 363
واللام، أو بما كان مبهمًا مثلَه. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} [1]. قال الشاعر [من الكامل]:
220 - يَا أيُّهَا الرجلُ المُعلِّمُ غيرَه ... هَلَّا لنفسك كان ذا التعليمُ
وقال الآخر [من الطويل]:
ألا أيّهذا الباخعُ الوَجْدُ نفسَه ... [لشَيْء نَمَتْه عن يديه المقادِرُ] (2)
فوصف "أيا" باسم الإشارة كما وصفه بما فيه الألف واللام، إذ كان مبهمًا مثلَه، كما يوصَف ما فيه الألف واللام بما فيه الألف واللام. واحتجّ سيبويه بأنّ أصلَ هذا أن يُستعمل بالألف واللام، فتقول: "يا أيّها الرجلُ"، فلم يجز حذفُ ما كان يتعرّف به وتبقيتُه على التعريف إلّا بِعوَض، وكذلك المبهم يكون وصفًا على ما تقدّم لـ "أيّ"، فإذا حذفتَ "أيًّا"، صار "يَا" بدلاً في "هذَا"، كما صار بدلاً في "رجل". وقال المازنيّ في نحوِ، "هذَا أقبلْ": إنّ "هذَا" اسمٌ تُشِير به إلى غير المخاطب، فلمّا ناديتَه، ذهبتْ منه تلك الإشارةُ، فعُوّض منها التنبيه بحرف النداء. وقد أجاز قومٌ من الكوفيين: "هذا أقبلْ" على إرادةِ النداء، وتَعلَّقوا له بقوله تعالى: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ} [3]. قالوا: والمراد "يا هؤلاء"، وقد عمِل به المتَنَبِّي في قوله [من الكامل]:
221 - هذِي بَرَزْتِ لنا فهِجْتِ رَسِيسَا ... [ثمَّ انثنيتِ وماشَفيتِ نسيسا] [1] الحجر ات: 13.
220 - التخريج: البيت للمتوكل الليثيّ في حماسة البحتري ص 117؛ وهو فيها أوّل ثلاثة أبيات، ينسب الثاني والثالث منها لأبي الأسود الدؤلي. انظر: ملحق ديوان المتوكّل الليثي ص 283 - 285؛ وديوان أبي الأسود الدؤلي ص 403 - 407؛ وخزانة الأدب 8/ 566 - 569.
الإعراب: "يا": حرف نداء. "أيها": منادى مبني على الضمّ في محلّ نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف، و"ها": حرف تنبيه. "الرجل": بدل مرفوع بالضمّة. "المعلم": نعت "الرجل" مرفوع بالضمّة. "غيره": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه. "هلاّ": حرف تنديم ولوم. "لنفسك": جارّ ومجرور متعلّقان بخبر كان المحذوف، والكاف: ضمير متصل مبني في محل جرّ مضاف إليه. "كان": فعل ماض ناقص مبني على الفتح. "ذا": اسم إشارة مبني في محل رفع اسم "كان"."التعليم": بدل من اسم الإشارة مرفوع بالضمّة.
وجملة النداء: ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "كان ذا التعليم لنفسك" استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "يا أيها الرجل" حيث وصف "أيّ" المبهمة باسم الإشارة وبما فيه الألف واللام (الرجل).
(2) تقدم بالرقم 198. [3] البقرة: 85.
221 - التخريج: البيت للمتنبي في ديوانه 2/ 301؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني 2/ 444؛ والمقرب 1/ 177.
اللغة: رسيسًا: من الرسيس وهو ابتداء الحب. انثنى: مال وعاد. نسيسًا: من النسيس وهو من تبقى=
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 363