نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 276
الحِضْب بالحاء غير المعجمة والضاد المعجمة: الحَيَّةُ. لأنّ "تَطَوَّيتُ" و"انْطَوَيتُ" في المعنى واحدٌ. وهكذا كل مصدرَيْن يرجعان إلى معنى واحد، فهذه المصادر أكثر النحويّين يُعْمِل فيها الفعلَ المذكورَ لاتّفاقهما في المعنى، وهو رأيُ أبي العَبّاس المبرَّد والسِّيرافيّ. وبعضهم يُضْمِر لها فعلًا من لفظها فيقول: التقدير: اجتوروا فتجاوروا تجاوُرًا، وتجاوروا فاجتوروا اجتوارًا. وكذلك قوله تعالى: {أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [1] أي: أنبتَكم فنَبَتُّم نَباتًا. فتكون هذه المصادر منصوبة بفعل محذوف دلّ عليه الظاهر، وهو مذهبُ سيبويه [2].
وأمّا الضرب الثاني، وهو ما لا يلاقي الفعل في الاشتقاق بأن يكون من غير لفظه وإن كان معناهما متقارِبًا، نحو قولك: "شَنِئْتُه بُغْضَا"، و"أبغضتُه كَراهَةً"، و"قعدتُ جُلوسًا"، و"حبستُ مَنْعًا"، فأكثرُ النحويين يُجيز أن يعمل الفعلُ في مصدر الآخر، وإن لم يكن من لفظه لاتِّفاقهما في المعنى، نحو: "أعْجبَني الشيء حُبًّا", لأنه إذا أعجبَك فقد أحببتَه. قال الشاعر [من الرجز]:
155 - يُعْجِبُه السَّخُونُ والبُرودُ ... والتَّمْرُ حُبًّا ما له مَزِيدُ
= العرب 1/ 321 (حضب)؛ وبلا نسبة في لسان العرب 15/ 18 (طوى)؛ وهمع الهوامع 1/ 187.
اللغة: الحضبُ: الحية الدقيقة، أو الذكر الضخم من الحيات.
المعنى: يريد أنه كَثُر فُضُول جسمه، فالتفَّ بعضه على بعض التفاف الحية على نفسها.
الإعراب: "وقد": الواو: بحسب ما قبلها، "قد": حرف تحقيق. "تطويْتُ": فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل. "انْطواء": مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه الفتحة. "الحِضْبِ": مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "تطويتُ": بحسب الواو.
والشاهد فيه: مجيء "انطواء" مصدرًا لـ"تَطوى"؛ لأنَّ المعنى واحد. [1] نوح:17. [2] انظر: الكتاب 4/ 81، 82،
155 - التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص 172؛ والمقاصد النحوية 3/ 45؛ واللمع في العربية ص 133.
اللغة: السخون: الساخن من المرق. البرود: البارد.
الإعراب: "يعجبه": فعل مضارع مرفوع، والهاء: ضمير متّصل في محل نصب مفعول به. "السخون" فاعل مرفوع بالضمّة. "والبرود" الواو: حرف عطف، و"البرود" معطوف على "السخون" مرفوع بالضمّة. والتمر: الواو: حرف عطف، و"التمر": معطوف على "السخون" مرفوع بالضمّة "حبًا": مفعول مطلق منصوب. ما: حرف نفي. "له" جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم. "مزيد" مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
وجملة "يعجبه ... ": ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "ما له مزيد": في محلّ نصب نعت "حبًا".
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 276