نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 275
الجاري عليه "التَّكْسِيرُ" و"تَبَتلَ" تَفَعَّلَ مثل "تكسّر" و"تجرّع". ومصدره إنّما هو"التبَتُّلُ" مثل "التجرُّع"، فجرى "التبتيلُ" على "تَبَتَلَ" وليس له في الحقيقة؛ لأن معناهما يؤول إلى شيء واحد، ومنه قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [1]، فـ"نباتٌ" في الحقيقة مصدر "نَبَت"، وقد جرى على "أَنْبَتَ"، وفي قراءة ابن مَسْعُود {وأنْزَلَ تَنْزِيلًا} [2] إذ معنى "أَنْزَلَ" و"نَزَّلَ" واحدٌ، ومنه بيت الكتاب [من الوافر]:
153 - وخَيْرُ الأَمْرِ ما استقبلتَ منه ... وليس بأنْ تَتَبَّعَهُ اتِّباعًا
فإنه أكد قوله: "تتّبعه" بقوله: "اتّباعًا". و"اتِّباعٌ" افتعالٌ، وهو في الحقيقة مصدر. وقياسه أن يقول: "تَتَبُّعًا"، ولكن لمّا كان معنى "تَتَبّعَ"، و"اتَّبَعَ" واحدًا، أكَّدَ كلَّ واحد منهما بمصدر صاحبه، وقال رُؤْبَة [من الرجز]:
154 - وقد تَطَوَّيْتُ انْطِوَاءَ الحِضْبِ [1] نوح:17. [2] الاسراء: 106.
153 - التخريج: البيت للقطامي في ديوانه ص 35؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 332؛ والشعر والشعراء 2/ 728؛ ولسان العرب 8/ 27 (تبع)؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص 630؛ والأشباه والنظائر 1/ 245؛ وجمهرة الأمثال 1/ 419؛ والمقتضب 3/ 205.
اللغة: واضحة.
المعنى: خير الأمور ما فَكَّرت فيه قبل فعله، فلم تفعله إلا بعد إحكام الرأي، فإنْ فعلت أمرًا من غير تأمل لم يمكنك أن تتلافى ما فرطت فيه.
الإعراب: "وخيرُ": الواو: بحسب ما قبلها "خير": مبتدأ مرفوع بالضمة. "الأمر": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "ما": اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل رفع خبر. "استقبلْتَ": فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل. "منه": جار ومجرور متعلقان بحال من المفعول به المقدَّر لـ"استقبلْتَ" والتقدير: ما استقبلته كائنًا منه، والأمر هنا بمعنى الأمور. "وليس": الواو: حرف عطف، "ليس": فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح، واسم "ليس" مستتر جوازًا تقديره "هو". "بأن": الباء: حرف جر زائد، "أن": حرف ناصبٌ ومصدريّ. "تَتَبعه": فعل مضارع منصوب بـ"أن" وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل مستتر وجوبًا تقديره: أنت، والهاء مفعول به في محل نصب. "اتباعًا": مفعول مطلق منصوب بالفتحة، والمصدر المؤول من "أنْ" والفعل "تتبع" مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه خبر "ليس".
وجملة "خيرُ الأمر ما استقبلت": بحسب الواو. وجملة "استقبلت": صلة الموصول الاسمي لا محل لها. وجملة "ليس بأنْ تتبعه": معطوفة على جملة "استقبلت". وجملة "تتبعه" صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
والشاهد فيه: وقوع "اتباع" مصدرًا لـ"تَتَبعَ" لأن المعنى واحد.
154 - التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص 16؛ والدرر 3/ 59؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 291؛ ولسان=
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 275