وإنما قال: "غيرها"؛ لأنه لو كانت إحدى الزائدتين1 "من2" تلك المَدّة وجب إبقاؤها؛ لما مر.
وكذا لو كان فيه زيادتان[3] وهذه المدة، نحو "مِفتاح" يجب إبقاؤها.
وإن تساوت زائدتان ولم يكن لإحداهما مزية على الأخرى فأنت مخير في حذف أيهما[4] شئت؛ كقَلَنْسُوَة؛ فإن النون والواو فيها زائدتان من غير أن يكون لإحداهما[5] مزية على الأخرى، فأنت مخير بين أن تقول في تصغيرها: قُلَيْنِسَة، بحذف الواو، وبين أن تقول[6]: قُلَيْسِيَة، بحذف النون[7].
وكذلك الألف والنون في حَبَنْطَى[8] زائدتان متساويتان، فأنت في تصغيره؛ مخير بين حُبَيْنِط -بحذف الألف، وبين حُبَيْط -بحذف النون وقلب الألف ياء، بكسر ما قبلها ثم إعلالها إعلال قاض[9].
1 في "هـ": الزيادتين.
2 لفظة "من": إضافة من "ق". [3] في "ق"، "هـ": زائدتان. [4] في "ق"، "هـ": أيتهما. [5] في "هـ": في إحداهما. [6] في الأصل: تكون. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". [7] ينظر اللسان "قلس": 5/ 3720. وقال الجوهري: "ولك أن تعوض فيهما وتقول: قُلَيْنِيسة وقُلَيْسِيّة بتشديد الياء الأخيرة" "الصحاح "قلس": 3/ 965". [8] الحَبَنْطَى: القصير البطن. "الصحاح "حبط": 3/ 1118". [9] وإن شئت عوضت من المحذوف في الموضعين، فقلت: حُبَيِّط بتشديد الياء والطاء مكسورة، وقلبت: حُبَيْنِيط. "ينظر المصدر السابق".