اعلم أن صاحب المفصل والميداني لم يذكرا المَنْخَِر، وذكرا المسكَِن[1] من سكن[2] فإنه مما روي فيه الكسر والفتح[3].
واعلم "29" أن المصنف أورد مَوْعِدا في الشرح لمثال المكان والزمان من معتل[4] الفاء، وهو ليس بنص في مطلوبه لجواز أن يكون كسر عينه في المكان والزمان لكسر عين مضارعه. وأن في قوله: "ومن مكسورها والمثال مَفْعِل" نظرا؛ لأنه يقتضي أن يكون أسماء الزمان والمكان من وَحِشَ يَوْحِشُ، ووَسُمَ يَوْسُمُ، ويَتِمَ الولد يَيْتَمُ ويَتُمَ يَيْتُمُ، ويَقِظَ من نومه يَيْقَظَ ويَعِطَ بالذئب يَيْعَطُ[5]؛ أي: زجره، مَفْعِل -بكسر العين- وليس كذلك لأنه مَفْعَل -بفتح العين6 [1] وهذا ما فعله قبلهما عبد القاهر المتوفى 471هـ، وذلك في المفتاح "ينظر، ص60". [2] في "ق": يسكن. وكذا في "هـ". [3] ينظر المفصل، ص237. [4] في "ق": المعتل. [5] يعط ييعط: لم أعثر عليها. والذي في الصحاح واللسان: أَيْعَطْتُ بالذئب. وفي اللسان أيضا: يعَّط، وياعط. "ينظر الصحاح "يعط": 3/ 1169، واللسان "يعط": 6/ 4962" ولا أرى من أين أتى ركن الدين بما ذكره.
6 ونحن نرى أن إيراد المصنف موعدا في الشرح نص في مطلوبه وليس كما ذكر ركن الدين ههنا من أنه أورده لجواز أن يكون كسر عينه في المكان والزمان لكسر عين مضارعه؛ لأنا نقول إن ابن الحاجب ههنا متأثر بعبد القاهر الذي يرى أن معتل الفاء يأتي منه اسم الزمان والمكان على "مَفْعِل" سواء كان مفتوح العين أو مضمومها أو مكسورها، وأورد من الأمثلة: المَوْضِع والمَوْعِد والمَوْسِم -من وسم يوسم. "ينظر: المفتاح، ص60" وقد تابع عبد القاهر في رأيه هذا الزمخشري في مفصله؛ حيث نص على أن معتل الفاء مكسور أبدا كالمَوْعِد والمَوْرد والمَوْضِع والمَوْحِل والمَوْجِل. "ينظر المفصل، ص238".
ويكون ابن الحاجب قد تابع هذين العلمين في ذلك.