أما الأول فلأن الياء في أئمة مبدلة عن الهمزة وجوبا كما في "جاء" مع أنه ليس حكمها حكم[1] الياء الأصلية، وإلا وجب أن تقلب ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فيقال "آمة". وأما الثاني؛ فلأن إبدال الياء أو الواو عن[2] الهمزة في "خَطيّة ومَقْروّة" ليس بواجب كما في "رِيْيا"[3] مع أنه يعتد بها، ولهذا يجب الإدغام عند المبدلين.
وأجيب عن الأول بأنا لا نسلم أنه لو كان حكم4 "الياء" المبدلة عن الهمزة وجوبا حكم الأصل[5] لوجب أن تقلب الياء ألفا في "أئمة"، وإنما وجب أن[6] لو لم تكن حركة الياء عارضة لكن حركتها عارضة؛ لأن أصل "أئمة": "أأمِمَة" على وزن "أَفْعِلة"؛ فانقلبت[7] حركة الميم الأولى إلى ما قبلها للإدغام ثم أدغمت[8] الميم في الميم فصار "أإمة"، ثم أبدلت الياء عن هذه الهمزة[9] فصار "أئمة"؛ فالحركة على[10] الياء عارضة لكونها عارضة على الهمزة [1] في "ق": كحكم. [2] في "هـ": من [3] رييا: أصله: رئيا، خففت الهمزة بإبدالها من جنس حركة ما قبلها. والرئي: المنظر الحسن. "وينظر الوسيط "رأى": 332".
4 لفظة "الياء" إضافة من "ق"، "هـ". [5] في الأصل: الأصلي. [6] في "ق": أنه. [7] في "هـ": فنقل. [8] في "هـ": أدغم. [9] في "ق": الشجرة. والصحيح ما أثبتناه من النسختين الأخريين. [10] في الأصل: عن.