أيضًا فقال:
"وأما الفصد والكي فلا خلاف في جوازهما" [1] اهـ.
ومما يؤكد ما سبق من إجماع السلف الصالح على مشروعية التداوي بالجراحة في عصورهم ما تناقلته المصادر التاريخية من حادثة الإمام التابعي الجليل عروة بن الزبير بن العوام رحمه الله تعالى [2]، والتي رواها أبو نعيم [3] رحمه الله بسنده عن الزهري [4] قال: "وقعت في رجل عروة الأكلة، قال: فصعدت إلى ساقه، فبعث إليه الوليد (5)
= توفي -رحمه الله- بتكرين في طرابلس المغرب سنة 899 من الهجرة، وله مؤلفات منها شرح مختصر خليل في فروع الفقه المالكي، اغتنام الفوائد. معجم المؤلفين لكحالة 1/ 155. [1] شرح الرسالة لزروق 2/ 409. [2] هو الإمام أبو عبد الله عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد القرشي، يلتقي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جده قصي بن كلاب، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنها وعن أبيها-، وكان عروة أحد فقهاء المدينة السبعة المشهورين، وروى عن خالته عائشة -رضي الله عنها-، ولد -رحمه الله- سنة 22 من الهجرة، وتوفي بالفرع من قرى المدينة سنة 93 من الهجرة وقيل 94. وفيات الاعيان لابن خلكان2/ 418 - 421. [3] هو الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى الأصبهاني الشافعي، ولد -رحمه الله- سنة 336 من الهجرة وقيل 334، وكان محدثًا، مؤرخًا، وتوفي بأصبهان سنة 430 من الهجرة، وله مؤلفات منها: حلية الأولياء، ودلائل النبوة، المستخرج على الصحيحين. معجم المؤلفين لكحالة 1/ 282، 283. [4] هو: الإمام أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، ولد -رحمه الله- سنة 51 من الهجرة. كان إمامًا في الحديث وروايته، وهو شيخ مالك وابن عيينة وغيرهما، كتب عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- إلى الآفاق: "عليكم بابن شهاب فإنكم لا تجدون أحدًا أعلم بالسنة الماضية منه". توفي -رحمه الله- في رمضان سنة 114 من الهجرة، وفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 317 - 319.
(5) هو: الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الخليفة =