هي عليه الآن.
فما وصلت إليه الجراحة الآن ما هو إلا جهد قرون من الزمان، وآلاف من الباحثين رسم لهم الزهراوي الطريق فساروا عليه ... ومن سار على الدرب وصل ... ويكفي أن نقول البداية نصف النجاح" [1] اهـ.
ويقول بعض الأطباء الغربيين المعاصرين: " ... غي دي شولياك 1267 م- 1300 م تأثر بالزهراوي، وبهذا الجراح الفرنسي تبتدي سلسلة طويلة من الجراحين الفرنسيين وغيرهم ... وقد أثر تأثيرًا كبيرًا في الجراحين الذين جاءوا من بعده، فقد أقلع عن استعمال المبيدات، وعاد إلى استعمال المراهم، والزيت، والفتيل، مقتفيًا بذلك أثر الزهراوي" [2] اهـ.
فرحم الله الزهراوي برحمته الواسعة، وجزاه عن هذه الآثار الحميدة التي خفت بها الآلام، وزالت بها العلل خير الجزاء، والحمد لله أولاً وآخرًا.
* * * [1] فضل علماء المسلمين على الحضارة الأوربية. د. عز الدين فراج ص 249. [2] هو الدكتور سيمون حايك، انظر بحثه: أبو القاسم الزهراوي أشهر طبيب جراح في القرون الوسطى، من بحوث المؤتمر العالمي الثاني عن الطب الإسلامي ثبت المؤتمر 4/ 499.