الدرقية [1] وهذا النوع من الجراحة من أغرب أنواع الجراحة الطبية وأشدها خطرًا حتى قال بعض الأطباء الجراحين الأمريكيين الكبار في بعض بحوثه الطبية: " ... هل يمكن إزالة الغدة الدرقية المتضخمة بالجراحة؟
إن التجربة تبين لنا أن الإجابة هي على وجه التأكيد بالنفي، أما إذا كان الجراح طائشًا لدرجة محاولة هذه الجراحة فسوف يكون محظوظاً لو عاش ضحيته حتى يكمل هذه المجزرة" [2] اهـ.
ومع هذا كله فإن الزهراوي -رحمه الله- قام بإجراء هذه الجراحة، ووصفها وصفًا دقيقًا في الفصل الرابع والأربعين من مقالته [3].
هذا غيض من فيض، وقليل من الكثير الذي منحه الله عز وجل لهذا الطبيب الجراح المسلم الذي أنار الطريق ومهده لمن جاء من بعده، إلى أن وصلت الجراحة الطبية في عصرنا الحاضر إلى هذه الدرجة العالية من التطور والرقي، ولذلك يقول بعض من كتب عن أثره في الجراحة: "لولا أن أوربا سارت على دربه ما وصلت الجراحة إلى ما [1] الغدة الدرقية: غدة صماء تقع في مقدم العنق محتضنة بعض الحنجرة، وبعض القصبة الهوائية، وهي تتألف من فصين يصل بينهما برزخ من نفس النسيج المكون من حويصلات تفرز هرمونًا خاصًا غنيًا باليود وذات أثر كبير في تنظيم عملية الأفعال الحيوية. الموسوعة الطبية العربية، د. البيرم ص 253، والموسوعة الطبية الحديثة لمجموعة من الأطباء 5/ 1009، 1010. [2] نقل ذلك الدكتور أحمد مختار عن صامول كروس أحد مشاهير الجراحة الأمريكيين خلال القرن التاسع عشر. انظر: الجراحة عد الزهراوي د. أحمد مختار ص 458، من بحوث المؤتمر العالمي الثالث عن الطب الإسلامي ثبت المؤتمر 4/ 458. [3] المصدر السابق.