الله [1] - إلى ذلك عند بيانه لمراتب المشقة حيث يقول: " .. الأولى: مشقة عظيمة فادحة كمشقة الخوف على النفوس، والأطراف، ومنافع الأعضاء، فهي موجبة للتخفيف والترخيص قطعًا ... " [2].
وفي هذه الحالة -أي إذا بلغ المريض مقام الاضطرار بحكم إصابته بالمرض الجراحي المميت- يتعين على الطبيب الجراح الذي يستطيع فعل الجراحة التي جعلها الله سببًا لإنقاذ ذلك المريض، يتعين عليه فعلها، ولا يجوز له الامتناع من ذلك.
قال الإمام أبو محمد علي بن حزم الظاهري -رحمه الله [3] -: " ... ومما كتبه الله تعالى -أيضًا- علينا استنقاذ كل متورط من الموت إما بيد ظالم كافر، أو مؤمن متعدي، أو حية، أو سبع أو نار، أو سيل أو حيوان، أو من علة صعبة نقدر على معافاته منها، أو من أي وجه كان.
فوعدنا على ذلك الأجر الجزيل الذي لا يضيعه ربنا تعالى الحافظ [1] هو: الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن محمد السيوطي، ولد -رحمه الله- بالقاهرة سنة 849 من الهجرة، وتفقه على مذهب الشافعي، ونبغ فيه وفي علوم كثيرة، وكتب فيها أكثر من خمسمائة مؤلف. توفي -رحمه الله- عام 911 من الهجرة. ومن مؤلفاته: الدر المنثور في التفسير المأثور. الجامع الصغير في الحديث، المزهر في اللغة. معجم المؤلفين لكحالة 5/ 128 - 131. [2] الأشباه والنظائر للسيوطي ص 80، ومثله في الأشباه والنظائر لابن نجيم ص 82. [3] هو: الإمام أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد الأموي ينتهي نسبه إلى صخر بن حرب بن أمية جد بني أمية، ولد -رحمه الله- بقرطبة سنة 384 من الهجرة، وكان حافظًا عالمًا لعلوم الحديث وفقهه، شاعرًا أديبًا، اعتمد مذهب داود بن علي الظاهري. توفي -رحمه الله- في رجب من سنة 479 من الهجرة، وله مصنفات منها: المحلى، الفصل في الملل والنحل، مراتب الإجماع. وفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 13 - 17، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي ص 235 - 257.