وقال الإمام ابن حزم رحمه الله فى "مراتب الإجماع": "واتفقوا أن حلق جميع اللحية مثلة لا تجوز" اهـ.
وإذا كان بعض العلماء عدَّ المبالغة فى قص اللحية مُثْلَة، وعد بعضهم استئصال الشارب بالحلق مثلة، فماذا يكون استئصال اللحية كلها؟
إن الوجه عضو مكرم لأنه مجمع المحاسن والحواس، فمن حقه الكرامة والصيانة لا المثلة والإهانة، وهذا ما عَلَّمَناه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فى قوله: «إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ»، وفى لفظ: "فلا يَلْطِمَنَّ الوجهَ" [رواه الشيخان]، ورأى سويد بن مقرِّن رضى الله عنه رجلًا لطم غلامه، فقال: "أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الصُّورَةَ مُحَرَّمَةٌ" [رواه مسلم].
فواعجبًا من أهل زماننا، يهنئون من يشوه خلقته، ويحلق لحيته بقولهم "نعيمًا"!