نام کتاب : المظاهرات السلمية نویسنده : الأزهري، أبو شجاع جلد : 1 صفحه : 72
يردد عثمان رضي الله عنه هذا الكلام ليذكّر الأمة بما أنيط بها من مسؤولية مراقبة الخليفة، حتى أنه يجعل أمره لأمر الأمة تبع.
والسؤال الذي يحتاج إلى جواب: هل قال سيدنا أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم هذا وهم لا يعلمون حكم الخروج على الحاكم الظالم؟؟
أم أنهم يعلمون ذلك، وهذا لا يشمله الخروج على الحاكم بمعناه الاصطلاحي؟؟
إنهم يعلمون، فهم أعلم الناس بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» [1].
وعلى فرض أنهم قالوا ذلك، وقد غاب عنهم أحاديث الخروج على الحاكم، فقد قالوا هذا الكلام على سمع من الصحابة، وعلى مدار عشرين عاماً، فقد قاله سيدنا أبو بكر رضي الله تعالى عنه في خلافته، وقاله سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه في خلافته، وقاله سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه في خلافته، فما قام أحد من الصحابة وقال لهم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا!!
فكان هذا إجماعا ًمن الصحابة على قول الخلفاء الراشدين.
فالإجماع منعقد على تقويم الحاكم الظالم، وقد يكون تقويمه بالمطالبة بالتنحي، وخاصةً عندما يماطل في رفع الظلم!!
وهذا ما قاله سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه: أمري لأمركم تبع، وقد قررت الأمة تنحي الحاكم.
قد يقول قائل: هذا إجماع سكوتي!! نقول: نعم؛ وهو من أقسام الإجماع!! [1] حديث صحيح: أخرجه الإمام أحمد 4/ 126، وأبو داود برقم (4635).
نام کتاب : المظاهرات السلمية نویسنده : الأزهري، أبو شجاع جلد : 1 صفحه : 72