نام کتاب : تذكير الأنام بسنن وآداب الصيام نویسنده : الهنداوي، سالم جمال جلد : 1 صفحه : 60
ولا شك ولا ارتياب، هو ذاته مطمئن، وهذه من أكبر نعم الله على العبد أن ينزل السكينة في قلبه بحيث يكون مطمئنًا غير قلق ولا شاك، راضيًا بقضاء الله وقدره مع الله -عز وجل- في قضائه وقدره، إن أصابته ضراء صبر وانتظر الأجر من الله، وإن أصابته سراء شكر وحمد الله على ذلك مطمئن مستقر مستريح، هذه السكينة نعمة عظيمة نسأل الله أن ينزل في قلوبنا وقلوبكم السكينة، وقد قال الله تعالى: {((((الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ ((((((((((((} [الفتح: 4]، فهي من أسباب زيادة الإيمان.
«وغشيتهم الرحمة» يعني: غطتهم، والغشيان بمعنى الغطاء كما قال تعالى: {((((((((((إِذَا ((((((((} [الليل: [1]] يعني: يغطي الأرض بظلامه.
«غشيتهم الرحمة» أي: رحمة الله -عز وجل- فتغشاهم وتحيط بهم وتكون لهم بمنزلة الغطاء الشامل لكل ما يحتاجون إليه من رحمة الله -عز وجل-.
«وحفتهم الملائكة» أحاطت بهم يستمعون الذكر، ويكونون شهداء عليهم، «وذكرهم الله فيمن عنده» يذكرهم الله تعالى في الملأ الأعلى، وهذا كقوله تعالى في الحديث القدسي: «وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُ» [1]، وهذا الحديث يدل على فضيلة الاجتماع على كتاب الله عز وجل [2].
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: من فوائد هذا الحديث:
1 - أن رحمة الله -عز وجل- تحيط بهؤلاء المجتمعين على كتاب الله؛ لقوله: «وَغَشيتهم الرَّحمَةُ» أي: أحاطت بهم من كل جانب كالغشاء وهو الغطاء يكون على الإنسان.
2 - أن حصول هذا الثواب لا يكون إلا إذا اجتمعوا في بيت من بيوت الله لينالوا بذلك شرف المكان؛ لأن أفضل البقاع المساجد. [1] أخرجه البخاري (7405)، ومسلم (2675). [2] شرح رياض الصالحين، ابن عثيمين (4/ 705 - 709).
نام کتاب : تذكير الأنام بسنن وآداب الصيام نویسنده : الهنداوي، سالم جمال جلد : 1 صفحه : 60