نام کتاب : حقوق اليتامى كما جاءت في سورة النساء نویسنده : اللاحم، سليمان بن إبراهيم جلد : 1 صفحه : 94
والأول أولى وهو ظاهر الآية، ويؤيده المعنى فإن الجزاء من جنس العمل، وقد قابل عز وجل أكلهم أموال اليتامى في الدنيا بأكلهم النار يوم القيامة، وقد قال عز وجل {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ} [1] قال المفسرون: سلسه من نار تدخل مع فيه وتخرج من دبره [2]، وقال تعالى: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} [3]، وهذه الشجرة في أصل الجحيم، كما قال عز وجل: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ} [4].
وذكر البطون مع أن الأكل لا يكون إلا فيها للتوكيد [5] والمبالغة كقوله تعالى: {وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [6]. وقوله تعالى: {ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ} [7].
وكما يقال: أبصرت بعيني، وسمعت بأذني.
كما أن في ذلك تشنيعاً عليهم حيث اعتدوا على أموال اليتامى من أجل بطونهم التي مآل ما يوضع فيها إلى الاضمحلال والتلف [8]، ولذلك قال في الحديث: «ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًّا من بطنه» [9].
قال أبو حيان [10]: «وعرض بذكر البطون لخستهم وسقوط هممهم والعرب تذم بذلك قال الحطيئة» [11]. [1] سورة الحاقة، آية: 32. [2] انظر «جامع البيان»، «تفسير ابن كثير» 8/ 243. [3] سورة الدخان، الآيات: 43 - 46. [4] سورة الصافات، آية: 64. [5] انظر «معاني القرآن» للأخفش 1/ 435، «التفسير الكبير» 9/ 163. [6] سورة الحج، آية: 46. [7] سورة الأحزاب، آية: 4. [8] انظر «المحرر الوجيز» 4/ 31، «الجامع لأحكام القرآن» 5/ 53، «البحر المحيط» 3/ 179. [9] أخرجه الترمذي في الزهد 2380، وابن ماجه في الأطعمة 3349 من حديث المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه -، وصححه الألباني. [10] في «البحر المحيط» 3/ 179. [11] انظر «ديوانه» ص50.
نام کتاب : حقوق اليتامى كما جاءت في سورة النساء نویسنده : اللاحم، سليمان بن إبراهيم جلد : 1 صفحه : 94