المبحث التاسع: الحيض والنفاس والاستحاضة والسلس
المطلب الأول: الحيض
أولاً: تعريفه: الحيض في اللغة: السيلان، يقال: حاض الوادي إذا سال. وهو مصدر: حاضت المرأة تحيض حيضاً ومحاضاً ومحيضاً وتحيّضاً، فهي حائض وحائضة من حوائض وحُيّض؛ إذا سال دمها [1].
وشرعاً: دم طبيعة وجبلّة يخرج من قعر الرحم، يعتاد أنثى إذا بلغت في أوقات معلومة [2].
ثانياً: حكمته: خلق الله دم الحيض وكتبه على بنات آدم لحكمة غذاء الولد وتربيته، فالولد يخلقه الله من ماء الرجل والمرأة، ثم يغذّيه في الرحم بدم الحيض عن طريق السر؛ ولهذا لا تحيض الحامل في الغالب، فإذا وضعت، خرج ما فضل عن غذاء الولد من ذلك الدم، ثم يقلبه الله تعالى بحكمته لبناً يتغذَّى به الطفل عن طريق الثدي؛ ولهذا لا تحيض المرضع في الغالب، فإذا خلت المرأة من حملٍ ورضاعٍ بقي ذلك الدم في محله ثم يخرج في الغالب في كل شهر ستة أيام أو سبعة، وقد يزيد على ذلك ويقل، ويطول ويقصر، على حسب ما ركبه الله تعالى في الطباع، والله أعلم [3].
ثالثاً: لون دم الحيض يأتي على ألوان أربعة كالآتي: 1 - السواد؛ لحديث فاطمة بنت أبي حُبيش رضي الله عنها أنها كانت تستحاض فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا كان دم الحيض فإنه أسودُ يُعرف، فأمسكي عن الصلاة، فإذا كان الآخر فتوضئي، فإنما هو [1] القاموس المحيط، فصل الحاء باب الضاد. [2] انظر: المغني لابن قدامة، 1/ 386، وشرح الزركشي، 1/ 405. وشرح العمدة لابن تيمية،
1/ 457، والروض المربع بحاشية ابن قاسم، 1/ 370، والحيض والاستحاضة لراوية بنت أحمد، ص 17 - 46. [3] المغني لابن قدامة، 1/ 386،وشرح الزركشي،1/ 405،وشرح العمدة،1/ 457.