مغفل - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة))، ثم قال في الثالثة: ((لمن شاء)) [1].
وأما الركعتان بعد العشاء، فهي سنة راتبة مؤكدة كما تقدم من حديث عبد الله بن عمر، وعائشة، وأم حبيبة - رضي الله عنهم -.
هـ- ركعتان قبل الفجر، وسنة الفجر آكد السنن الرواتب؛ لأمور تسعة:
الأمر الأول: شدة تعاهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لها يدلُّ على عظمها؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - على شيء من النوافل أشدَّ منه تعاهداً على ركعتي الفجر)) [2].
الأمر الثاني: بيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - فضلها، فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)) [3].
الأمر الثالث: السنة تخفيفهما؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح حتى إني لأقول: ((هل قرأ بأمّ الكتاب؟)) [4].
الأمر الرابع: وقتها بين الأذان والإقامة؛ لحديث حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سكت المؤذن من الأذان لصلاة الصبح
وبدا الصبح ركع ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة [5]؛ولحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء [1] البخاري، برقم 624، 627، وتقدم تخريجه. [2] متفق عليه: البخاري، تاب التهجد، باب تعاهد ركعتي الفجر ومن سماهما تطوعاً برقم 1169، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي الفجر، برقم 724. [3] مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي سنة الفجر، برقم 725. [4] متفق عليه: البخاري، كتاب التهجد، باب ما يقرأ في ركعتي الفجر، برقم 1171، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي الفجر، برقم 724. [5] متفق عليه: البخاري، كتاب الأذان، باب الأذان بعد الفجر، برقم 618، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي الفجر والحث عليهما، برقم 723.