السبب الحادي والخمسون: المحافظة على صفة الصلاة الكاملة الخاشعة من كل وجه:
أعظم الأسباب الجالبة للخشوع في الصلاة: أن يصلّي المسلم الصلاة الكاملة من كل وجهٍ، وذلك: بإكمال شروطها قبل الدخول فيها، والقيام بإكمال أركانها، وواجباتها، وخشوعها، وسننها، والابتعاد عن مبطلاتها، ومكروهاتها.
وصفة الصلاة الكاملة من كل وجهٍ: أن يصلي المسلم كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلّي؛ لحديث مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( ... صلوا كما رأيتموني أصلي)) [2]. فينبغي للمسلم أن يصلّي الصلاة بخشوع كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي [3].
السبب الثاني والخمسون: المحافظة على الأذكار أدبار الصلوات المفروضة:
لا شك أن مما يُعين على تثبيت الخشوع في القلب المحافظة على الأذكار المشروعة أدبار الصلوات المفروضة، وفيها من الفوائد مع ما يحصل بسبب ذلك من تثبيت الخشوع في القلب: أن المُصلّي يستغفر ربه عمَّا حصل من التقصير في صلاته، وعما حصل من الخلل في الخشوع، ولا شك أن الأذكار بعد الصلاة مما يجبر النقص فيها، وقد شرع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذكاراً ودعواتٍ أدبار الصلوات المفروضة [4].
السبب الثالث والخمسون: المحافظة على السنن الرواتب قبل الفريضة وبعدها:
المحافظة على أداء السنن الرواتب التي قبل الصلاة يوقظ القلب [1] انظر: الخشوع في الصلاة، لمحمد لطفي الصباغ، ص57. [2] البخاري، كتاب الأذان، باب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة، برقم 631. [3] وقد بينت صفة الصلاة الكاملة الخاشعة في هذا الكتاب في المبحث الثامن عشر فلتراجع. [4] وقد ذكرت هذه الأذكار في هذا الكتاب في آخر المبحث الثامن عشر: صفة الصلاة، في البند رقم 31.