* وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى في موعظته حين سألوه عن قوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [1]، وإنَّا ندعوه فلم يستجب لنا، فقال:
((عرفتم الله فلم تطيعوه،
وقرأتم القرآن فلم تعملوا به،
وعرفتم الشيطان فوافقتموه،
وادّعيتم حبّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتركتم سنته،
وادّعيتم حبّ الجنة ولم تعملوا لها،
وادّعيتم خوف النار ولم تنتهوا عن الذنوب،
وقلتم إن الموت حق ولم تستعدوا له،
واشتغلتم بعيوب غيركم ولم تنظروا إلى عيوبكم،
وتأكلون رزق الله ولا تشكرون،
وتدفنون أمواتكم ولا تعتبرون)) [2].
السبب الثالث: الابتعاد عن الوسوسة؛ فإنها أعظم موانع الخشوع في الصلاة، فإذا نجا العبد من هذا المرض الخطير فقد نجا من شرور كثيرة:
* والوسواس: الشيطان، قال الله - عز وجل -: {مِنْ شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} [3].
والوسوسة: حديث النفس والشيطان، بما لا نفع فيه ولا خير [4].
وقال ابن الأثير: الوسوسة: هي حديث النفس والأفكار، ورجل مُوَسْوَسٌ: إذا غلبت عليه الوسوسة، وقد وسوست إليه نفسه، وسوسةً، وَوسْوَاساً ... ، والوسواس ... اسم للشيطان، ووسوسَ: إذا تكلم بكلام [1] سورة غافر، الآية: 60. [2] الخشوع في الصلاة، لابن رجب ص35 - 36. [3] سورة الناس، الآية: 4. [4] القاموس المحيط، للفيروز أبادي، باب السين فصل الواو، ص478.