جَنَّتِي} [1].
(الطمأنينة) سكون القلب إلى الشيء، وعدم اضطرابه وقلقه، ومنه الأثر المعروف: ((دعْ مَا يَرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيْبُكَ فَإِنَّ الصّدْقُ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ)) [2] أي الصدق يطمئن إليه قلب السامع، ويجد عنده سكوناً إليه، والكذب يوجب له اضطراباً وارتياباً، ومنه قول النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: ((الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ)) [3] أي سكن إليه وزال عنه اضطرابه وقلقه.
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله: (({الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ} أي: تطيب وتركن إلى جانب الله، وتسكن عند ذكره، وترضى به مولىً ونصيرًا؛ ولهذا قال: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} أي: هو حقيق بذلك)) [4].
وقال العلامة السعدي رحمه الله: (({الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ} أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها.
{أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} أي: حقيق بها، وحريٌّ بها أن لا تطمئنَّ لشيء سوى ذكره؛ فإنه لا شيء ألذ للقلوب، ولا أشهى، ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته)) [5]. [1] سورة الفجر، الآيات: 27 - 30. [2] أخرجه الإمام أحمد، برقم 1724، 1724، والترمذي، برقم 2518، وقال: ((حسن صحيح))، والنسائي، برقم 5711، وابن خزيمة في صحيحه، 4/ 59، برقم 2348، والدارمي، 2/ 319، برقم 2532، وابن حبان، 2/ 498، برقم 722، والبيهقي في شعب الإيمان، 5/ 52، برقم 5747، والحاكم، 2/ 15، برقم 2169، وقال: صحيح الإسناد وأبو يعلى، 12/ 132، برقم 6762، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 2930. [3] أخرجه أحمد، برقم 18001، والطبراني، 22/ 148، برقم 403، والدارمي، 2/ 320، برقم 2533، وأبو يعلى، 3/ 160، برقم 1586. وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 2881. [4] تفسير القرآن العظيم، ص 707. [5] تيسير الكريم الرحمن، ص 417 - 418.