وفي رواية الحاكم: «يتفاقم شأنها في أنفسكم وتساءلون بينكم هل كان نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ذكر لكم منها ذكرا» الحديث، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
ويشهد له ما في الصحيحين من حديث أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام على المنبر فذكر الساعة، وذكر أن بين يديها أمورا عظاما.
ورواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه بإسناده مسلم.
وقد وقع الأمر طبق ما في حديث سمرة فتفاقم شأن هذه المخترعات العجيبة في أنفس العامة وكثر تساؤلهم هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكرها أو أشار إليها؟!
والجواب: أن يقال: نعم، قد أشار إليها على طريق الإجمال في هذه الأحاديث التي ذكرنا، ونحو ذلك ما في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لتتركن القلاص فلا يسعى عليها»، والقلاص جمع قلوص وهي الناقة الشابة، وقيل: هي الباقية على السير، وعلى هذا القول فالقلوص من الإبل ما أُعدَّ للأسفار وكان قويا عليها سواء كان شابا أو مُسنّا، وهذا أقرب إلى مدلول الحديث، وإن كان القول الأول أشهر في اللغة.
وقد ظهر مصداق هذا الحديث في زماننا فترك السعي على الإبل بسبب المراكب الجوية والأرضية، حتى الأعراب الذين هم أهل الظعن على الإبل وكثرة الأسفار عليها قد تركوا السعي على الإبل إلا قليلا منهم، فصلوات الله وسلامه على نبينا محمد المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا