«أتشهدين أن الله يبعثك من بعد الموت؟» قالت: نعم، قال: «فأعتقها، فإنها مؤمنة» قال: فخرجوا وهم ينتحلوني، قال: جلست إلى ميمون بن مهران فقلت له: يا أبا أيوب، لو قرأت لنا سورة ففسرتها، قال: فقرأ أو قرئت {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} حتى إذا بلغ {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} قال: ذاكم جبريل، والخيبة لمن يقول: إيمانه كإيمان جبريل.
وقال عبد الله أيضا: حدثني سويد بن سعيد، حدثنا عبد الله بن ميمون، قال: سمعت ابن مجاهد قال: كنت عند عطاء بن أبي رباح، فجاء ابنه يعقوب فقال: يا أبتاه، إن أصحابا لنا يزعمون أن إيمانهم كإيمان جبريل، فقال: يا بُني، كذبوا، ليس إيمان من أطاع الله، كإيمان من عصى الله.
وقال أيضا: حدثني أبي وقرأته عليه، حدثنا مهدي بن جعفر، حدثنا الوليد بن مسلم، سمعت أبا عمرو -يعني الأوزاعي- ومالكا وسعيد بن عبد العزيز يقولون: ليس للإيمان منتهى، هو في زيادة أبدا، وينكرون على من يقول أنه مستكمل الإيمان، وأن إيمانه كإيمان جبريل.
وقال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه: قال ابن أبي مليكة: أدركتُ ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل.
وقال البخاري أيضا: وكتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى إلى عدي بن عدي: إن للإيمان فرائض وشرائع وحدودا وسننا، فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، فإن