وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: حدثني أبي، حدثنا خالد بن حيان أبو يزيد الرقي، حدثنا معقل بن عبيد الله العبسي قال: قدم علينا سالم الأفطس بالإرجاء فعرضه، فنفر منه أصحابنا نفاراً شديداً، وكان أشدهم ميمون بن مهران، وعبد الكريم بن مالك؛ فأما عبد الكريم فإنه عاهد الله لا يؤويه وإياه سقف بيت إلا في المسجد، قال معقل: فحججت فدخلت على عطاء بن أبي رباح في نفر من أصحابي قال: فإذا هو يقرأ سورة يوسف قال: فسمعته قرأ هذا الحرف: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} -مخففة- قال: قلت: إن لنا إليك حاجة فاخل لنا، ففعل، فأخبرته أن قوما قِبلنا قد أحدثوا وتكلموا، وقالوا: إن الصلاة والزكاة ليستا من الدين، قال: فقال: أوليس يقول الله: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ}؟ فالصلاة والزكاة من الدين، قال: فقلت له: إنهم يقولون ليس في الإيمان زيادة، قال: أو ليس قد قال الله فيما أنزله: {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا}، فما هذا الإيمان الذي زادهم؟! قال: قلت: فإنهم قد انتحلوك، وبلغني أن ذرا دخل عليك وأصحابه، فعرضوا عليك قولهم فقبلته وقلت: هذا الأمر، فقال: لا والله الذي لا إله إلا هو، ما كان هذا مرتين أو ثلاثا، قال: ثم قدمت المدينة فجلست إلى نافع، فقلت له: يا أبا عبد الله، إن لي إليك حاجة، قال: سرا أم علانية؟ فقلت: لا بل سر، قال: رُبَّ سر لا خير فيه، فقلت له: ليس من ذلك، فلما صلينا العصر قام وأخذ بيدي وخرج من الخوخة ولم ينتظر القاص،