في العبادة، وما تركت ذكره من الأحاديث الواردة فيهم أكثر مما ذكرته، وهم في هذه الأزمان كثيرون في أرض عمان وما حولها من السواحل، وأكثر ما يوجد منهم طائفة الإباضية أتباع عبد الله بن إباض.
وقد حدثنا من اجتمع بهم أنهم لا يزالون يتذكرون أهل النهروان الذين قتلهم علي - رضي الله عنه - وأصحابه، ويتحزنون على قتلهم، وينشدون فيهم المراثي الكثيرة، وذكر أنهم لا يجدون هناك أحدا من أهل السنة يقدرون على قتله إلا قتلوه ما لم يدخل عليهم بأمان من بعضهم.
قلت: وللخوارج المارقين أشباه كثيرون ممن يدعي العلم والتحقيق في هذه الأزمان وقبلها، وعلامتهم التهجم على كتاب الله تعالى وتفسيره بآرائهم الفاسدة، واتباع ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وكثير منهم يزعمون أنهم هم الذين غاصوا على معاني القرآن واستخرجوا علومه، فأما الصحابة والتابعون لهم بإحسان من أئمة العلم والهدى فعند هؤلاء المتعمقين المعجبين بأنفسهم أنهم لم يفسروا إلا ألفاظه فقط، ومنهم من يحاول تطبيق القرآن والسنة المطهرة على قوانين النصارى وسياساتهم الخاطئة الفاجرة، وهذا هو غاية الزيغ والإلحاد والزندقة، وكثير منهم يرد الأحاديث الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خالفت رأيه وهواه، ويعارضها كما فعل شيخهم ذو الخويصرة بقر الله خاصرته وخواصر أتباعه إلى يوم القيامة، ولهذا تجد كثيرا منهم يطعن في أئمة الحديث الذين أجمع العلماء على إمامتهم وجلالتهم، ويصفهم بالعجمة، وربما