الوحي بحكمه وقسمته. انتهى.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في "تهذيب السنن": الصواب فتح التاء من خبت وخسرت؛ والمعنى أنك إذًا خائب خاسر إن كنت تقتدي في دينك بمن لا يعدل، وتجعله بينك وبين الله، ثم تزعم أنه ظالم غير عادل، ومن رواه بضم التاء لم يفهم معناه هذا. انتهى.
قلت: وضم التاء أوجه من نصبها لوجوه:
أحدها: أنه رواية الأكثر.
الثاني: ما جاء في صحيح ابن حبان في هذا الحديث أن الرجل لما قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اعدل فإنك لم تعدل، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا ويلي، لقد شقيت إن لم أعدل»، فظاهر هذا السياق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عنى بذلك نفسه.
الثالث: أن في توجيه المعنى على النصب تكلفا ظاهرا، وأما الرفع فليس فيه تكلف.
الرابع: أن الرفع يتأيد بأدلة كثيرة من القرآن؛ كقوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65]، وقوله تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 88]، وقوله تعالى: {قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [الأنعام: 56]، وقوله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}