رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر، فمن قال سوى هذا بعد مقامي هذا فهو مفتر، عليه ما على المفتري. إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد اختُلف في سماع عبد الرحمن بن أبي ليلى من عمر - رضي الله عنه -، فقال يحيى بن معين، وأبو حاتم، والنسائي: إنه لم يسمع منه.
وقال مسلم في مقدمة صحيحه: إنه قد حفظ عن عمر. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: وهو الصواب إن شاء الله.
قلت: وفي مسند الإمام أحمد ما يدل على ذلك؛ ففيه بإسناد حسن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كنت مع عمر فأتاه رجل فقال: إني رأيت الهلال ... الحديث.
وفيه أيضا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمر - رضي الله عنه - قال: صلاة السفر ركعتان ... الحديث، وفي آخره: وقال يزيد -يعني ابن هارون-: ابن أبي ليلى قال: سمعت عمر.
وقد روى البخاري في تاريخه الصغير، بسنده عن ابن أبي ليلى قال: ولدت لست سنين بقين من خلافة عمر. وكذا ذكر الخطيب البغدادي في تاريخه أنه ولد لست بقين من خلافة عمر.
ومثل هذا السن يعقل فيه الذكي كثيرا مما يراه ويسمعه، بل بعض الأذكياء يحفظ كثيرا من الأشياء لأقل من هذا السن، وعلى هذا فظاهر حديث ابن أبي ليلى عن عمر - رضي الله عنه - الاتصال، ولم يصنع شيئا من نفى سماعه منه من أجل صغره، والله أعلم.