القلب، وصدّقه العمل. وقد رُوي هذا مرفوعا.
والمقصود أنه يمتنع مع التصديق الجازم بوجوب الصلاة، والوعد على فعلها، والوعيد على تركها، وبالله التوفيق. انتهى كلامه رحمه الله.
وكأن في آخره سقطا، والمعنى: أنه يمتنع مع التصديق الجازم بما ذكر أن يصر على ترك الصلاة مسلم، كما تقدم في أول كلامه، والله أعلم.
الدليل الثاني عشر: قوله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [الأنعام: 92].
ووجه الاستدلال بهذه الآية: أن الإيمان بالآخرة يُحمل على الإيمان بكتاب الله الذي أنزله على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -، وعلى المحافظة على الصلوات الخمس، فالتارك للصلاة عمدا إنما يتركها لعدم إيمانه بالآخرة وذلك كفر، فيكون تارك الصلاة كافرا، والله أعلم.
الدليل الثالث عشر: قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34].
قال ابن رجب رحمه الله تعالى: استدل أحمد وإسحاق على كفر تارك الصلاة بكفر إبليس بترك السجود لآدم، وترك السجود لله أعظم. انتهى.
وقد روى مسلم في صحيحه حديثين في كفر تارك الصلاة؛ أحدهما حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويله»، وفي رواية: «يا ويلي، أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار»، وفي