مهدي النعمي الصنعاني في كتابه "معارج الألباب" فأجاد وأفاد، جزاه الله خير الجزاء.
وقد ناظرهم العلامة المحقق الشيخ حمد بن ناصر بن معمر رحمه الله تعالى بحضرة والي مكة، في سنة إحدى وعشرة بعد المائتين والألف، فأدحض حججهم المتهافتة، وقذف بالحق على باطلهم فدمغه فإذا هو زاهق، وكتب في ذلك رسالة مفيدة جدا، جزاه الله خير الجزاء.
وقد ذكر الشيخ حسين بن غنام في تاريخه: أن علماء مكة لما حضروا لمناظرة الشيخ حمد بن معمر قال له كبيرهم: اعلم أني أقول لا أخاصمك ولا أناظرك إن أتيتني بالدليل من الكتاب أو السنة، ولا أجاريك ولا أطالب بما قال علماء المذاهب، سوى ما قال به إمامي أبو حنيفة؛ لأني مقلد له فيما قال، فلا أسلم لسوى قوله، ولو قلتَ قال الله أو قال رسول الله؛ لأنه أعلم مني ومنك بأولئك، والأخذ بغير قول الأئمة هو عين اقتحام المهالك. انتهى.
فانظر يا من وفقه الله لاتباع الكتاب والسنة إلى جريرة التقليد على أهله كيف أوقعهم في هذه الجرأة العظيمة، وسوء الأدب مع الله تعالى وكتابه ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وقد قال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَاوِيلًا} [النساء: 59]، وقال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]، وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ