responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غربة الإسلام نویسنده : التويجري، حمود بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 237
والعكوف حول أجداثهم، ورفع الأصوات بالخوار، وإظهار الفاقة والاضطرار، واللجأ في ظلمات البحر، والتطام أمواجه الكبار، والسفر نحوها بالأزواج والأطفال، والالتجاء المحقق إلى سكان المقابر في فتح أرحام العقام، وتزويج الأرامل والأيامى، واستنزال السحائب والأمطار، ودفع المحاذير من المكاره والشدائد، والإناخة بأبوابها لنيل ما يرام من الحوائج والمقاصد، وبالجملة فأي مطلب، وأي مهرب ترى هنالك ربع المشهد مأهولا، وقد قطعت إليه المهامه وعوراً وسهولاً، والنداء لساكنه أن يمنح أو يريح، والتأدب والخضوع والتوقير والرغبة ومشاعر الرهبة، وينضاف إلى ذلك - خصوصا في الزيارات في الأعياد والموالد - نحر الأنعام وترك الصلاة، وصنوف الملاهي، وأنواع المعاصي للمليك العلام.
وكثيرون لا طمع في حصرهم، ولعلهم العموم إلا من شاء الله إن لم تلد زوجة أحدهم، أو طال مرض مريض منهم، أو أصاب امرأة التوق إلى النكاح، أو قحطت الأرض، أو دهمهم نازل من عدو أو جراد أو غيرهما، أو راموا أمرا عناهم تحصيله، فالولي في كل ذلك نصب العين، وحاصل معتقدهم أن للولي اليد الطولى في الملك والملكوت، فإن العامة في كثير من حالاتهم وتقلبهم قد بدلوا معالم الشرع بسواها؛ فجعلوا الذهاب إلى قبة الشيخ والتضرع له والإلحاح عليه عوضا عن الخروج إلى ظاهر البلد للاستسقاء، وجمهورهم لا يعرف لهذا المقام وظيفة سوى عتبات المشايخ، ولقد سلكوا هذا المسلك في مريض أعيى داؤه، وذليل قهره أعداؤه، وذي سفينة عصفت عليها الرياح، وتجارة امتدت آمال

نام کتاب : غربة الإسلام نویسنده : التويجري، حمود بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست