ولقد أخبرني بعض من يتولى قبض ما ينذر القبوريون لبعض أهل القبور أنه جاء إنسان بدارهم وحلية نسائية، وقال: هذه لسيده فلان -يريد صاحب القبر- نصف مهر ابنتي لأني زوجتها، وكنت ملَّكت نصفها فلانا -يريد صاحب القبر- وهذه النذور بالأموال، وجعل قسط منها للقبر، كما يجعلون شيئا من الزرع يسمونه ثلما في بعض الجهات اليمنية، وهذا شيء ما بلغ إليه عُبّاد الأصنام، وهو داخل تحت قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} [النحل: 56] بلا شك ولا ريب.
وأخبرني من أثق به أنه رأى من يسجد على عتبة مشهد الولي الذي يقصده، تعظيما له وعبادة، ويقسمون بأسمائهم، بل إذا حلف من عليه حق باسم الله تعالى لم يقبل منه، فإذا حلف باسم ولي من أوليائهم قبلوه وصدّقوه، وهكذا كان [1] عُبّاد الأصنام. انتهى ملخصا.
وقال العلامة حسين بن مهدي النعمي التهامي ثم الصنعاني رحمه الله تعالى في كتابه "معارج الألباب": طالما شاهدنا عُبّاد أرباب هذه القباب إذا التطمت عليهم أمواج البحر سمعت ذكر الزيعلي، والحداد، وكل يدعو شيخه عند ذلك الاضطراب، ولكل من الجيلاني، وابن علوان، والعيدروس، والحداد وغيرهم من آلهة هذه الطوائف طائفة من العُبّاد -وأطال الكلام رحمه الله تعالى- ثم ذكر ما فشا في العامة من أنواع الشرك، وما صار هجيراهم عند الأموات، من دعائهم، والاستغاثة بهم، [1] في الأصل المخطوط (كانت) ولعلها سبقة قلم. ينظر (تطهير الاعتقاد 29].